تعتبر مدينة العين من المدن
التاريخية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعود تاريخها إلى حوالي ثلاثة ألف
سنة قبل الميلاد. كما دلت على ذلك المكتشفات الأثرية في منطقة الهيلي وجبل حفيت
وبدع بن مسعود. ولكونها مركز تجمع رئيسي للقبائل العربية وعاصمة وطنية شهدت ميلاد
معظم حكام إمارة أبو ظبي وهي بهذا اكتسبت الأصالة والعراقة. وتعد مدينة العين من
أهم المناطق الزراعية لموقعها في واحة متميزة بخصوبة تربتها وعذوبة مياهها وخضرتها،
كما تتمتع مدينة العين بمناخها المتميز وبالرغم من صيفها الحار فقد من الله عليها
بشتاء رائع الطقس مما جعلها مشتى ذا طابع خاص في المنطقة يهرع إليه الزوار
والسياح. وفي الواقع فانه يحق لمدينة العين أن تفخر بما حققته من مكانة مرموقة علي
المستوى الإقليمي والمستوى الدولي حيث فازت
بالمرتبة الثانية في المسابقة العالمية "ازدهار الأمم 1997"
بالعاصمة الأسبانية مدريد وكذلك عام
2000 بواشنطن.
وقد شهدت مدينة العين نمواً
سريعا في السنوات الأخيرة بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
رئيس الدولة. ففتحت الطرق بين قراها المتناثرة وأقيمت المباني السكنية والمنشآت. وكل
هذا التطور أعطى مدينة العين سمات بارزة في حقل الزراعة (المشاريع الزراعية
والواحات), التعليم (جامعة الإمارات) والسياحة. وتمتلك العين مقومات
السياحة من قلاع تاريخية مثل قلعة الحصن والجاهلى, ومناظر طبيعية مثل جبل حفيت
وميادين خضراء وكذلك البنية التحتية من مطار وطرق معبدة وفنادق.
الاستشعار
من بعد هو الحصول على صور من الطائرات الجوية والأقمار الصناعية. تظهر أهمية الاستشعار من بعد في أنه يساعد
على المراقبة المستمرة للأرض ومواردها بحيث يمكن دراستها في أي وقت فيما بعد.
لكل
مدينة ماض تستند إليه وحاضر تقف عليه ومستقبل تتطلع إليه. ومهما كتب الكتاب لوصف
الماضي أو الحاضر أو المستقبل فان الكلمات تقف في بعض الأحيان قاصرة على عكس الحقيقة. وفى هذا البحث الممول من جامعة الإمارات
العربية المتحدة أود أن أرصد تطور مدينة العين بالصورة أكثر من الكلمات وكما
يقولون فان صورة واحدة تكفى عن آلاف الكلمات. استخدمت تقنية الاستشعار عن بعد (صور
جوية ومرئيات أقمار صناعية) لدراسة تطور مدينة العين. مصدر هذه الصور هي دائرة تخطيط المدن بمدينة العين ومصدر
المرئيات الفضائية هو مركز الاستشعار عن بعد بكلية العلوم بالجامعة. غطت الصور
الفضائية الفترة ما بين 1976 و 2000. وبمقارنة الصور دلت الدراسة على أن هناك
تجمعات سكنية كانت مرتبطة بواحات
العين حتى عام 1976 مما يدل على ارتباط السكان بالزراعة منذ زمن بعيد. كما دلت
الدراسة على أن الحفاظ على البيئية متجسد في خضرة الواحات قبل عام 1976 وحتى الآن.
فبمقارنة صورة أخذت عام 1976 وأخرى عام 1998 لمنطقة الواحات وجد أن الواحات محتفظة
بمساحتها و خضرتها (Oasis
Conservation) و
هذه صفة فريدة في خاصية تطور المدن, إذ أن المتعارف عليه عالميا هو زحف المناطق السكنية
على المناطق الزراعية. كما كشفت الدراسة بالصورة والأرقام استصلاح الأراضي
الصحراوية Desert
Reclamation)). دلت الدراسة على أن
الشكل العام لتطور المدينة كان أكبر في الاتجاه الجنوبي الغربي. والامتداد
في كل الاتجاهات وجد أنه محكوم بعدة عوامل مثل وجود الخدمات (الماء والكهرباء)
والنشاط الاقتصادي على الطرق
(الزراعة والصناعة) والمحددات الجغرافية (الوديان والكثبان الرملية والجبال) وكذلك
العوامل القانونية ( الحدود مع سلطنة عمان و قوانين التخطيط). العامل الرئيسي وراء
كل مشاريع التطور هو عائدات البترول وفوق ذلك تصميم وإرادة حكومة الإمارات في دفع عجلة التنمية.
نشرت نتائج البحث بالتفصيل في المجلة
العالمية للاستشعار عن بعد (عدد رقم 25 لسنة 2004) كما.يوجد وصف تفصيلي و صور
تاريخية و فيديو كلبس عن مدينة العين على الموقع أدناه:
http://faculty.uaeu.ac.ae/~myagoub
د. محمد يعقوب
محمد سعيد
جامعة الإمارات
العربية المتحدة -برنامج الجغرافيا
متحرك: 5438788
E-mail: myagoub@uaeu.ac.ae